كثيراً مانلاحظ العديد من التساهلات اللغوية في الإعلانات التجارية، وتتجاوز عمداً أو عن نقصٍ في المعرفة عن الكثير من القواعد الأساسية للغتنا العربية، فتقع في فخ الأخطاء المتكررة فتحولها إلى أخطاء شائعة يتم تداولها في المجتمع، مما حثّني على العمل الجاد والدؤوب من أجل إلقاء الضوء عليها بهدف تصحيح مسارها والارتقاء بالمحتوى. انطلاقاً من أهمية التواصل الرقمي، قمت بإنشاء مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان (شرطة المحتوى / The Copy Cops) بهدف التواصل مع محبي اللغة العربية ولجعل تلك المنصات نقطة تجمع تنطلق منها مبادرات إيجابية مهمتها إلقاء الضوء على الأخطاء الشائعة التي تقع بها الشركات ووكالات الدعاية والإعلان في المملكة، لتصحيح المسار ونشر التوعية وتقديم المشورة والنقد البنّاء الذي يساهم في الارتقاء بالمحتوى. أهدف من خلال هذا التفاعل الرقمي المنشود أن يصبح أداةً فعالةً في سبيل التنمية الفكرية والثقافية والتجارية والاجتماعية. وإننا في شرطة المحتوى ننظر إلى العلاقة التفاعلية بين الارتقاء باللغة العربية والاستخدام الصحيح لها في المحتوى التجاري والإعلاني، عبر مختلف وسائل النشر في المملكة العربية السعودية، المطبوع والمسوع والمرئي والرقمي منها. وسنعمل بكل جهد ممكن على الإسهام في هذا المشروع وتسليط الضوء على الخطأ بهدف بنّاء مثمر، بدون أي تشهير أو إساءة لأي طرف أو لأي شركة. اللغة العربية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتراثنا وديننا وحضارتنا وثقافتنا، ويعتبر الحفاظ عليها مسؤولية جماعية ينبغي أن تتضافر فيها كافة الجهود. نسعى إلى الارتقاء باللغة وتطويرها لتتماشى مع متطلبات الإعلام المعاصر بما يخدم اللغة العربية ويشجع الكثيرين من المختصين في صناعة الإعلام على التوجه إلى الاهتمام بجديّة الاستخدام الصحيح والدقيق لها في الإعلانات التجارية بشكل خاص، وفي المحتوى الإعلامي بشكل عام.
2018